بقلم "سعيد قديح "
"حلقة من حلقات مسلسل الموت والدمار في غزة ..... تلك غزة الحزينة علي فراق أحبتها لم تتوقع غزة
هول وقسوة المشهد ..... أما حالهم اليوم لا يحسد عليه أحاديث بتداولها الشارع الغزي عن كيفية وطرق
التخلص من تداعيات الحرب ففي كل بيت مأساة تحمل الكثير من المعاناة ..... لم تختلف المعادلة أمام شعب
عرف صياغة مفاهيم المقاومة والقوة ، فإذا كنت أنت من سكان هذه المنطقة المحاصرة فأعرف ميقناَ أنك هدف
مشروع لإسرائيل ... الذي حدث في غزة لم يكن كارثة طبيعية أو مشهد سينمائي بل كان نتيجة كيان احتلالي
صاغ نظرية ممنهجة ألا وهي نظرية " لابشرلاحجرلاشجر " .
بداية المشهد
من خلال مسيرنا في بلدة خزاعة الحدودية شرق محافظة خان يونس قد يتيقن الناظر إلي مشاهد الدمار أن زلزال
أو إعصار أو ريح مدمر ضرب البلدة ولكن عكس ذلك والفاعل واحد إنها إسرائيل تلك الغدة المزروعة وسط
قلب العرب ففي أحدي الليالي الظلماء شنت المدفعية الصهيونية والطائرات الحربية حرباَ جوية وبرية شرسة
علي تلك البلدة الصغيرة التي أستشهد فيها أكثر من عشرين مواطناَ من بينهم أربع نساء وثلاثة أطفال بالإضافة
لعشرات الجرحى منهم المقطعة أرجلهم والمشلولة أجسادهم ...هكذا هي سياسة إسرائيل التي يعتبر الكثيرون
ديمقراطية فأين الديمقراطية في جيش أعدم النساء والأطفال في بيت لاهيا؟ أين الديمقراطية في شعب أرسل
أطفالهم لكتابة رسالات الموت علي قذائف جيشهم ليرسلوها إلي نظرائهم في الجانب الأخر من الحدود لتفتت
أجسادهم إلي قطع لحم ؟
عدم اكتراث بقوانين حقوق الإنسان
ليس غريبا علي اقوي ثاني جيش في العالم أن يفعل أفعالاَ يندي لها الجبين .... ففي تلك البلدة استخدم قنابل الدايم
وقذائف الفسفور الأبيض الحارق الخارق للجلد لتستهدف بيوت الآمنين بشكل واضح للعيان ليس كما تزعم هيئة
أركان جيش إسرائيل أن الفسفور الأبيض المستخدم هو لغاية فتح الطريق أمام قوات جيشه فالحقيقة كانت واضحة
أمام الجميع حتى أمام أمين الأمم المتحدة " كي مون " لكن وكما هي العادة فيتو أمريكي بانتظار كل قرار ضد
إسرائيل تلك معادلة القانون الدولي المصطنعة أمريكيا بالوكالة عن إسرائيل .... معادلةْ جديدة رسمتها قوي الشر
المتآمرة ضد العرب معتمدةَ من قبل إسرائيل في تعاملاتها العسكرية والسياسية مع الوضع الراهن .
لوحة جميلة
شهداء مقطعو الأطراف ، بيوت مقتلعة أساستها ، وأشجار خاوية الثمار ، أطفال ينشدون نشيد بطولات شعبهم
مدارس مدمرة تشهد علي همجية إسرائيل ، طلاب علمِ يسيرون علي درب أقرانهم الشهداء .
واللوحة الجميلة في ذاك الفصل في مدرسة البلدة الثانوية حيت أربعة شهداء من طلاب فصل واحد اقتلعتهم
إسرائيل بطريقة واحدة " قصف من طائرات الاستطلاع " ومن بلدة واحدة " بلدة خزاعة شرق خان يونس"
ومن عمر واحد "العمر 17" ومن بلد واحد "فلسطين" وان تشابهت أو اختلفت طرق استشهادهم فموتهم
واحد ... أما أسمائهم "ممدوح ونبيل وعبدا لله وأسامة " شهداء سطروا أروع آيات التحدي والبطولة في
مواجهة آلة الحرب المسعورة .
لا تمييز بين هذا وهذا
استشهد الفتي محمد جميل قديح ،استشهد الشاب ممدوح أبو روك ، استشهد الطالب عبدا لله أبو روك ،استشهد
المسن محمود النجار،استشهدت المواطنة روحية النجار في نفس القرية ...فهؤلاء الشهداء يشهدون علي عدم تفريق الاحتلال فالطفل مستهدف والشيخ مستهدف والأم مستهدفة والشباب مستهدفون،وقد يجول في ذهن العديد
من العرب عن ماهية القوانين التي تحكم تلك الجرائم .
ففي حديثنا لأحد المواطنين من البلدة أضاف قائلاَ : حين يقتل إسرائيلي برصاص فلسطيني أو صاروخ في داخل
أراضينا المحتلة عام 1948فأن الدنيا
ستقوم علينا ولن تقعد أما عندما يسفك دم طفل وأم صابرة فأنه حدث عابر لا يستحق التعليق عليه فأين محكمة لاهاي وأين منظمة العفو الدولية ؟
سؤال يطرح نفسه علي مصراعيه بانتظار إجابة من هنا أو هناك .
خداع مند القدم
خداع مكشوف الوجه ، زيف حقائق ، اللعب تحت الطاولة ، عدم وفاء بالعهود ، الغدر والخيانة ، هذه سمات اليهود منذ أن وجدوا علي هذه الأرض .... لقد عاثوا في الأرض فسادا ودمارا.... أين أخلاق ذاك الجيش المزعوم بديمقراطيته الزائفة ... هنا في بلدة خزاعة حادثة شعواء ارتكبها جنود القناصة الصهاينة .
حادثة يسرد محتواها المواطن محمد النجار يضيف قائلا :" في الوقت الذي اشتدت فيه المعارك وأصوات الانفجارت والقذائف.. لم تشفع صرخات الأطفال البريئة ولا إشارات النساء التكالي لهذا العدو أن يقتلهم
ويفرق شمل أوصالهم بدأت الحكاية عندما طلب الجنود من المواطنين جميعا الخروج من مناطق سكنهم باتجاه
مدرسة القرية الابتدائية لم يتوقع المواطنين هذا القرار الإسرائيلي بالإفراج عنهم من وسط هذا المنطقة المحاصرة .
ولكن وألف لكن لم يكتمل خروجهم فإذ برجال القوات الإسرائيلية الخاصة تنهال عليهم بالقذائف والرصاص من كل صوب وحدب لتوقع خمسة شهداء بينهم ثلاث نساء وعشرات المصابين لم تنتهي الحكاية بل وأبقت الشهداء
علي الأرض والجرحى ينزفون دماء بل مسك يروي الأرض "
حتى المستشفيات لم تسلم
مشفي الشفاء ومستشفي الوفاء ومستشفي ناصر ومستشفي الأوروبي كلها كانت شاهدة علي الهمجية الصهيونية اللامحدودة .... إذا نظرت إلي أي مستشفي في العالم ستجد الحصانة التي يتمتع بها من توفير للحماية والمواد الطبية والمستلزمات الصحية .
أما في غزة قصف متعمد ومباشر من جميع أنواع الطائرات علي المراكز الصحية فدماء خمسة عشر من كوادر
وزارة الصحة الفلسطينية كانت شاهدة علي هذا الاستهداف الوحشي خلافاَ لما تقول له إسرائيل أن سيارات الإسعاف الفلسطينية كانت تحمل مجموعات مسلحة فأين هم إذا كانوا كل الشهداء من عناصر وأطباء الصحة
في غزة حتى مخازن وكالة الغوث المقربة من"بان كي مون " أحرقت علي بكرة أبيها لتبيد ألاف الأطنان من
المساعدات والمعونات والوقود .
ذهبت سحابة الحرب ولم ينقشع الضباب
وأخيراَ انتهت إسرائيل من حربها القذرة ولم تنتهي من حربها السيكولوجية فغزة اليوم أصبحت أكثر قوة مما كانت عليه من قبل وهذا يتوافق مع قول الطالب : نبيل اشنينو الذي يضيف قائلا " إن هذه الحرب زادتنا قوة وصلابة
من حديد فمظاهر الحرب والقصف والدمار أصبحت مشاهد عادية فلن نستغرب أو نفجع إذا طلت علينا مرة أخري .
فالقلوب في غزة تخفي بين خلجاتها معاناة ومآسي ، والمساجد ما زال يذكر فيها أسم الله إذانا ببداية جديدة أفضل
من سابقاتها ، جاء فصل الشتاء وآلاف البيوت مهدمة فسكانها التحفوا السماء والأرض لا حول لهم ولا قوة إلا الله .
اكمل قراءة موضوع: "" في غزة شهادة ""
"حلقة من حلقات مسلسل الموت والدمار في غزة ..... تلك غزة الحزينة علي فراق أحبتها لم تتوقع غزة
هول وقسوة المشهد ..... أما حالهم اليوم لا يحسد عليه أحاديث بتداولها الشارع الغزي عن كيفية وطرق
التخلص من تداعيات الحرب ففي كل بيت مأساة تحمل الكثير من المعاناة ..... لم تختلف المعادلة أمام شعب
عرف صياغة مفاهيم المقاومة والقوة ، فإذا كنت أنت من سكان هذه المنطقة المحاصرة فأعرف ميقناَ أنك هدف
مشروع لإسرائيل ... الذي حدث في غزة لم يكن كارثة طبيعية أو مشهد سينمائي بل كان نتيجة كيان احتلالي
صاغ نظرية ممنهجة ألا وهي نظرية " لابشرلاحجرلاشجر " .
بداية المشهد
من خلال مسيرنا في بلدة خزاعة الحدودية شرق محافظة خان يونس قد يتيقن الناظر إلي مشاهد الدمار أن زلزال
أو إعصار أو ريح مدمر ضرب البلدة ولكن عكس ذلك والفاعل واحد إنها إسرائيل تلك الغدة المزروعة وسط
قلب العرب ففي أحدي الليالي الظلماء شنت المدفعية الصهيونية والطائرات الحربية حرباَ جوية وبرية شرسة
علي تلك البلدة الصغيرة التي أستشهد فيها أكثر من عشرين مواطناَ من بينهم أربع نساء وثلاثة أطفال بالإضافة
لعشرات الجرحى منهم المقطعة أرجلهم والمشلولة أجسادهم ...هكذا هي سياسة إسرائيل التي يعتبر الكثيرون
ديمقراطية فأين الديمقراطية في جيش أعدم النساء والأطفال في بيت لاهيا؟ أين الديمقراطية في شعب أرسل
أطفالهم لكتابة رسالات الموت علي قذائف جيشهم ليرسلوها إلي نظرائهم في الجانب الأخر من الحدود لتفتت
أجسادهم إلي قطع لحم ؟
عدم اكتراث بقوانين حقوق الإنسان
ليس غريبا علي اقوي ثاني جيش في العالم أن يفعل أفعالاَ يندي لها الجبين .... ففي تلك البلدة استخدم قنابل الدايم
وقذائف الفسفور الأبيض الحارق الخارق للجلد لتستهدف بيوت الآمنين بشكل واضح للعيان ليس كما تزعم هيئة
أركان جيش إسرائيل أن الفسفور الأبيض المستخدم هو لغاية فتح الطريق أمام قوات جيشه فالحقيقة كانت واضحة
أمام الجميع حتى أمام أمين الأمم المتحدة " كي مون " لكن وكما هي العادة فيتو أمريكي بانتظار كل قرار ضد
إسرائيل تلك معادلة القانون الدولي المصطنعة أمريكيا بالوكالة عن إسرائيل .... معادلةْ جديدة رسمتها قوي الشر
المتآمرة ضد العرب معتمدةَ من قبل إسرائيل في تعاملاتها العسكرية والسياسية مع الوضع الراهن .
لوحة جميلة
شهداء مقطعو الأطراف ، بيوت مقتلعة أساستها ، وأشجار خاوية الثمار ، أطفال ينشدون نشيد بطولات شعبهم
مدارس مدمرة تشهد علي همجية إسرائيل ، طلاب علمِ يسيرون علي درب أقرانهم الشهداء .
واللوحة الجميلة في ذاك الفصل في مدرسة البلدة الثانوية حيت أربعة شهداء من طلاب فصل واحد اقتلعتهم
إسرائيل بطريقة واحدة " قصف من طائرات الاستطلاع " ومن بلدة واحدة " بلدة خزاعة شرق خان يونس"
ومن عمر واحد "العمر 17" ومن بلد واحد "فلسطين" وان تشابهت أو اختلفت طرق استشهادهم فموتهم
واحد ... أما أسمائهم "ممدوح ونبيل وعبدا لله وأسامة " شهداء سطروا أروع آيات التحدي والبطولة في
مواجهة آلة الحرب المسعورة .
لا تمييز بين هذا وهذا
استشهد الفتي محمد جميل قديح ،استشهد الشاب ممدوح أبو روك ، استشهد الطالب عبدا لله أبو روك ،استشهد
المسن محمود النجار،استشهدت المواطنة روحية النجار في نفس القرية ...فهؤلاء الشهداء يشهدون علي عدم تفريق الاحتلال فالطفل مستهدف والشيخ مستهدف والأم مستهدفة والشباب مستهدفون،وقد يجول في ذهن العديد
من العرب عن ماهية القوانين التي تحكم تلك الجرائم .
ففي حديثنا لأحد المواطنين من البلدة أضاف قائلاَ : حين يقتل إسرائيلي برصاص فلسطيني أو صاروخ في داخل
أراضينا المحتلة عام 1948فأن الدنيا
ستقوم علينا ولن تقعد أما عندما يسفك دم طفل وأم صابرة فأنه حدث عابر لا يستحق التعليق عليه فأين محكمة لاهاي وأين منظمة العفو الدولية ؟
سؤال يطرح نفسه علي مصراعيه بانتظار إجابة من هنا أو هناك .
خداع مند القدم
خداع مكشوف الوجه ، زيف حقائق ، اللعب تحت الطاولة ، عدم وفاء بالعهود ، الغدر والخيانة ، هذه سمات اليهود منذ أن وجدوا علي هذه الأرض .... لقد عاثوا في الأرض فسادا ودمارا.... أين أخلاق ذاك الجيش المزعوم بديمقراطيته الزائفة ... هنا في بلدة خزاعة حادثة شعواء ارتكبها جنود القناصة الصهاينة .
حادثة يسرد محتواها المواطن محمد النجار يضيف قائلا :" في الوقت الذي اشتدت فيه المعارك وأصوات الانفجارت والقذائف.. لم تشفع صرخات الأطفال البريئة ولا إشارات النساء التكالي لهذا العدو أن يقتلهم
ويفرق شمل أوصالهم بدأت الحكاية عندما طلب الجنود من المواطنين جميعا الخروج من مناطق سكنهم باتجاه
مدرسة القرية الابتدائية لم يتوقع المواطنين هذا القرار الإسرائيلي بالإفراج عنهم من وسط هذا المنطقة المحاصرة .
ولكن وألف لكن لم يكتمل خروجهم فإذ برجال القوات الإسرائيلية الخاصة تنهال عليهم بالقذائف والرصاص من كل صوب وحدب لتوقع خمسة شهداء بينهم ثلاث نساء وعشرات المصابين لم تنتهي الحكاية بل وأبقت الشهداء
علي الأرض والجرحى ينزفون دماء بل مسك يروي الأرض "
حتى المستشفيات لم تسلم
مشفي الشفاء ومستشفي الوفاء ومستشفي ناصر ومستشفي الأوروبي كلها كانت شاهدة علي الهمجية الصهيونية اللامحدودة .... إذا نظرت إلي أي مستشفي في العالم ستجد الحصانة التي يتمتع بها من توفير للحماية والمواد الطبية والمستلزمات الصحية .
أما في غزة قصف متعمد ومباشر من جميع أنواع الطائرات علي المراكز الصحية فدماء خمسة عشر من كوادر
وزارة الصحة الفلسطينية كانت شاهدة علي هذا الاستهداف الوحشي خلافاَ لما تقول له إسرائيل أن سيارات الإسعاف الفلسطينية كانت تحمل مجموعات مسلحة فأين هم إذا كانوا كل الشهداء من عناصر وأطباء الصحة
في غزة حتى مخازن وكالة الغوث المقربة من"بان كي مون " أحرقت علي بكرة أبيها لتبيد ألاف الأطنان من
المساعدات والمعونات والوقود .
ذهبت سحابة الحرب ولم ينقشع الضباب
وأخيراَ انتهت إسرائيل من حربها القذرة ولم تنتهي من حربها السيكولوجية فغزة اليوم أصبحت أكثر قوة مما كانت عليه من قبل وهذا يتوافق مع قول الطالب : نبيل اشنينو الذي يضيف قائلا " إن هذه الحرب زادتنا قوة وصلابة
من حديد فمظاهر الحرب والقصف والدمار أصبحت مشاهد عادية فلن نستغرب أو نفجع إذا طلت علينا مرة أخري .
فالقلوب في غزة تخفي بين خلجاتها معاناة ومآسي ، والمساجد ما زال يذكر فيها أسم الله إذانا ببداية جديدة أفضل
من سابقاتها ، جاء فصل الشتاء وآلاف البيوت مهدمة فسكانها التحفوا السماء والأرض لا حول لهم ولا قوة إلا الله .