الموقع والموضع :
الموقع تقع بلدة كفر ثلث العربية الفلسطينية على مرتفع منبسط من الأرض إلى الجنوب الشرقي من مدينة قلقيليه و تبعد عنها 14 كم ،كما أنها تقع إلى الشمال الشرقي من اللد على مسيرة 26 كم منها ، و تبعد عن نابلس 27 كم (1)( -الدباغ ، مصطفى ، الديار النابلسية ، ج2 ، ق2 ، الدار الطليعة ، بيروت ص394) .
الحدود : يحدها شرقاً دير استيا ،ويحدها غرباً حبله وجلجوليا ونهر العوجا ، ويحدها شمالاً قرى عزون وعسلة ،وجنوباً قراوة بني حسان، وبديا، وسنيريا.
أما سبب اختيار موضع القرية ـ حسب اعتقادي ـ ، فهي:ـ
قربها من عدة ينابيع وخاصة إلى الشرق منها ، وهناك سبب أخر وهو أن أراضي هذه القرية ذات خصوبة عالية وهي صالحة للزراعة ، وقد يكون ارتفاعها النسبي شجع الكنعانيين على الإقامة فيها ،حيث كانوا يهتمون بالمرتفعات التي توفر المكان الآمن لهم، ولعبادة آلهتهم.
التسمية : كلمة(كفر) بالفتح : وتعني: البلد الزراعي ،أما الجزء الثاني من هذا الاسم بلفظ الثُلث، رأى بعضهم إن أصل الكلمة بعل شيليشة أي( زوج الثلاث) أو (رب الثلاث)،و يرى غيرهم إن القرية كانت تقوم على بقعة سيريسا في ارض قرية الزاوية من أعمال نابلس(2) (الدباغ،المصدر السابق ذكره،ص394)
ذكرت كفرثلث في سفر صموئيل في حادث ضياع (أتن لقيس بن شاءول في أرض شليشه) (3)( العهد القديم ،سفر صموئيل،ص )، و ذكرتها المصادر الإفرنجية بـ Kefer dil (4) ( الدباغ ،مصطفى مراد،بلادنا فلسطين ،مصدر سابق،ص394 ).
دلت مشاهدات الباحث ودراسة بعض اللقى الأثرية ومقارنتها بما كتب عنها أنها شهدت العهد الكنعاني ومن ثم خضعت كباقي أراضي فلسطين العربية للعهود المتتالية،وتحول الاسم إلى (الخربة) وتعني البلد القديمة بحسب الآرامية ،وخربة كفر ثلث ، ثم كفرثلث.
مساحة الأراضي : امتدت أراضيها من خربة شحادة والمحفور وبئر أبو عمار شرقا، وهي من أراضي ديراستيا حتى حبله غرباً ،وأراضي البساتين غرب جلجوليه ونهر العوجة والمويلح وقرية المر(المحمودية) أي بطول يقدر ب13كم، وتمتد شمالا من وادي عزون ووادي الرشا،حتى وادي قانا جنوبا بطول 4كم وتقف عند أعتاب قرى عزون عتمة وبيت أمين وسنيريا وقراوة بني حسان (5) ( مجموعة رواة منهم:بركات يوسف عودة ،ومحمودأسعد الخطيب وتوفيق أبوصفية سنة 1987 ).
وشملت أراضيها السهل والجبل وقد زادت مساحتها في أواخر القرن التاسع عشر عن 56000دونم ،لكن هذه المساحة تراجعت بمرور الوقت لأسباب خاضعة للأوضاع الاقتصادية وأخرى بسبب الاحتلال الصهيوني لأراضي فلسطين عام 1948، أو بناء الجدار العازل عام 2002.
ففي عام 1945كانت مساحة مخطط أراضي كفر ثلث 24923دونم بينما بلغت مساحة أراضي خربة خريش 3655دونم ،وهي تتبع كفر ثلث يومئذ ، أما مخطط كفرثلث الهيكلي فبلغ 55 دونما ،بينما بلغ مخطط خريش 28 دونم (7)( الدباغ ،مصطفى مراد،بلادنا فلسطين مصدر سابق،ص 395).
تم سلب ما يقارب 2000دونم خلال عملية الجدار العازل(8) ( تقديرات مدير الزراعة في محافظة قلقيلية السيد أحمد عيد )
إن هذه المساحة إذا ما قورنت بأراضي القرى المجاورة لكفر ثلث فإنها تتفوق عليها رغم أن بعض سكان هذه القرى يتفوق عليها في عدد السكان.
إن أول من سكنها هم الكنعانيون والدليل على ذلك وجود آبار ذات نمط كنعاني مبلطة بالحجارة والكلس وحصى الوديان ، بالإضافة إلى وجود مغارة الجمل شرقي القرية ، هذه المغارة وجد على بابها تمثال عروس تركب جملا . وقد تكون رمزا لآلهة الكنعانيين سواء الجمل أو العروس أو أنها أقدم من هذا لعهد أي العهد الحجري.
تعد حمولتي الغرابة والأعرج أقدم الحمولات التي سكنت القرية في عهد الروم حسب روايات مختلفة تتردد على السنة كبار السن في القرية ، وتقيم حمولة الجماعة الغرابة في خربة الشيخ احمد،وخربة المدور، وقرية سلمان ، و تقسم إلى عائلة أبو ذيب ، وعائلة أبو زقطه (9)( الرواة سابقو الذكر ) ويذكر كبار السن على أن حمولتهم عاصرت الروم وأن الناس أطلقوا عليهم كلمة(أروام ) لهذا السبب، وأنهم مسيحيون روم أرثوذكس ليس أكثر،مع أن أحمد الأعرج ذكر لي أنهم جاءوا من قرية دير جرير.
حمولة عوده :
جاءت هذه الحمولة من قرية حفاصة القريبة من الطفيلة شرق الأردن والجد الأصلي للعائلة يدعي ماضي وان عودة من أولاده ، وتلقب القرية بـ(بني ماضي) نسبة إليه لشهرته بالشجاعة والكرم ،وتقسم إلى هذه الحمولة إلى عدة عائلات: ومنها: خالد ، ، عمر(عرار) عيسى ، جابر (10)( رواية حسن حسين ،وتوفيق أبوصفية،وعثمان عرار 1996 )
حمولة مراعبة :
جاءت هذه الحمولة مرافقة لحمولة عوده ومن نفس المكان،وقيل إن مرعب وعوده اخوين فصلت بينهما بعض المشاكل، والدليل على ذلك إن أراضي الحمولتين مجاوره لبعضهما البعض في مختلف جهات القرية ، لقد امتدت هذه الحمولة إلى رأس طيره ،ورأس عطيه وجلجولية ،كباقي امتداد العائلات السابقة ، وتقسم هذه العائلة إلى شقير صالح ، شحاده ، عبد الجليل ، أبو غانم . (11) ( الرواة سابقو الذكر )
حمولة الشواهنه :
إن جد الحمولة هو شاهين ، ّذكرت بعض الروايات إن هذه الحمولة جاءت من شعفاط بعد خلافهم مع أقاربهم شانهم في ذلك شان عوده ومرعب ، وتقسم هذه الحمائل إلى :أبو غفره خليل ، حسن ،وينسب لها أبو الرز (12) ( رواية محمود أسعد خطيب 1984 ).
وجاءت اليها عائلات وأسر منها:
عائلة الشملة حيث جاءت من قرية شقبا غرب رام الله ، وينسبون أنفسهم للبراغثه وأقاموا في كفر ثلث وجلجوليه (13)( رواية المرحوم أحمد عبدالحق الشملة سنة 1999).
دار ابو غنام : جاءت هذه العائلة من قرية رنتية بعد ترحيلهم عنها عام 1948 م، انتقلوا إلى كفرزيباد، ومنها إلى في كفر ثلث وقلقيلية .(14)(رواية خليل غنام عام 2000 )
عائلة ابو لاوي : هذه عائلة تم ترحيلها من قرية العباسية وهي من قرى يافا وسكنوا كفر ثلث عام 1948 م . (15) ( رواية رفيق سعيد أبو لاوي سنة 2000)
العلاقات الحمائلية :
العلاقة بين هذه العائلات والحمائل تحكمها اعتبارات عديدة منها: اعتبارات القرابة الدموية وفيها يعبر الفرد عن علاقته بالجماعة وعضويته ، ويدافع عنها وتبدأ الوحدة الاجتماعية والاقتصادية بالأسرة الكبرى أو العائلة الممتدة ، إن هذه الصورة من الرابطة كانت تشجع على النزاع أو الصراع الحمائلي،تحركها عصبية مقيتة تثور في فترات متعددة وهي من بقايا القيسية واليمنية.وتخبوا أحيانا ثم تعود للظهور مرةً أخرى ،وهناك صراعات في نفس العائلة الواحده ، ويجري تغذيتها من الدول المتعاقبة والمحتلين والسلطات الهزيلة فاقدة السيطرة على السكان، حيث طبقت عبارة (فرق تسد) على قرية كفر ثلث على أكمل وجه في عقود سابقة .
تعداد سكان قرية كفر ثلث
شهدت هذه القرية تزايدا ملحوظا خاصة في العقود الأخيرة حيث بلغ عدد سكان كفر ثلث عام 1597قرابة 150نسمة، وكانوا 14 رب أسرة ،وبلغ عددهم عام 1922م 663نسمة (16)( كتاب كمال عبدالفتاح وهيتورث،رسالة دكتورة ص )، وبلغ عدد سكانها لعام 1931م بما فيهم سكان خربة خريش التابعة لها 955 نسمة كان بينهم 466 ذكرا و489 من الإناث لهم 169 بيتاً وفي 1/4/1945 بلغ عدد سكان القرية 1290 نسمه وفي 18/11/1961م،بلغ عدد سكان القرية 1213 نسمه 573 ذكراً و640 من الإناث ( الدباغ ،مصدر سابق،ص396 ) . وبلغ سكان القرية في بداية عام 1997،حوالي 3101 نسمه (17) (كتاب الإحصاء الفلسطيني 1998 ) ويقدر الباحث عددهم اليوم سنة 2007 ب 5000 نسمه (18) .
ومن دراستنا وتحليلنا لما سبق يتبين لنا أن عدد الإناث أكثر من عدد الذكور ، وان عددهم تناقص في فترة حرب عام 1948م .ويلاحظ أن العقود الاخيره شهدت تزايدا ملحوظاً في تعداد سكانها ويعود السبب في ذلك إلى التقدم الصحي ومعالجة الأمراض بالتطعيم المستمر .
القرى والخرب المنبثقة عنها:
واد الرشا : وهي إلى الغرب من القرية وبلغ عدد سكانها لعام 1997م 76 شخص وبلغ عدد سكانها لعام 2002م حوالي 85 شخص (19) ( الاحصاء الفلسطيني 1998 )
رأس الطيرة : وهي أيضا إلى الغرب من القرية وبلغ عدد سكانها عام 1997م 282 شخص كما وبلغ عدد سكانها لعام 2002م حوالي 310 أشخاص .(20)( الاحصاء الفلسطيني 1998 )
رأس عطية : وهي أيضا إلى الغرب من القرية وبلغ عدد سكانها لعام 1997م 1136 شخص وبلغ عدد سكانها لعام 2002م 1250 شخص (21)( الاحصاء الفلسطيني 1998 )
الضبعه : وهي بالقرب من رأس الطيرة وبلغ عدد سكانها لعام 1997م 192 شخص وبلغ عدد سكانها لعام 2002م 210 أشخاص تقريباً (22)( الاحصاء الفلسطيني 1998 )
أبو سلمان : وهي تقع إلى الغرب من كفرثلث، وبلغ عدد سكانها لعام 1997م 457 شخص وبلغ عدد سكانها لعام 2002م حوالي 503 نسمة تقريباً (23)( الاحصاء الفلسطيني 1998 )
الأشقر: وهي إلى الجنوب الغربي من كفر ثلث وبلغ عدد سكانها لعام 1997م 297 شخص كما بلغ عدد سكانها لعام 2002م 330 شخص تقريباً (24) (الاحصاء الفلسطيني 1998 )
المدور: تقع غربي القرية وبلغ عدد سكانها لعام 1997م 157 شخص وبلغ عدد سكانها لعام 2002م 173 شخص تقريباً (25) ( الاحصاء الفلسطيني 1998 ).
خربة خريش: إن هذه الخربة التابعة لقرية كفر ثلث هي الوحيدة تم تهجيرها من قبل اليهود في عام 1948م حيث أقيمت على أراضيها مستعمره تعاونية كيبوتس دعيت باسم (حورشيم) وكانت تسكنها عائلات من القرية تقوم بالزراعة وتربية المواشي ومن المعلومات التي حصلت عليها ما ذكره الدباغ إن تعدد سكان هذه الخربة بلغ لعام 1945م 70 شخص تقريباً ،وبلغ عددهم 394 نسمة قبيل الترحيل عام 1948 حسب إحصائي لهم(26) (يوجد بحث أعده الباحث حول خربة خريش المهجرة )
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق