ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربّهم يرزقون
سيَِر الشهُداء في كفرثلث وأعمالها - لائحة الشرف
شهداء ثورة 1936 - 1939م
كفرثلث
1937
الشهيد عبدالله قصاص
شهداء الإنتداب البريطاني وحرب 1948م
1947
الشهيد إبراهيم حمدان عرار عودة
شهداء حرب حزيران 1967م
القدس
1967
الشهيد حسن محمد حامد عمر عوده
1967
الشهيد غازي أحمد حسن عرار
1967
الشهيد محمد أحمد داغر
شهداء العمل الفدائي والثورة الفلسطينية
لبنان
1971
الشهيد عبد اللطيف يوسف أبو هنيه
سوريا
1973
الشهيد حسني أحمد حسن عرار عودة
لبنان
1976
الشهيد أسعد سعاده عيسى عوده
لبنان
1977
الشهيد "محمد سعيد" أبو خالد عوده
لبنان
1978
الشهيد سليم سليمان غرابه
لبنان
1981
الشهيد عثمان يونس الأشقر
لبنان
1991
الشهيد "محمد سعيد" إدريس الأشقر
شهداء الانتفاضة الفلسطينية الأولى - 1987
كفرثلث
1987
الشهيد ماجد حسين ذيب عوده
كفرثلث
1987
الشهيد عوض قاسم عوض مراعبه
طولكرم
1988
الشهيد جمال محمد موسى عوده
حبله
1989
الشهيدين عصام ومصطفى محمد مراعبه
1994
الشهيد غسان رشيد عيسى عوده
شهداء إنتفاضة الأقصى – 2000م
قلقيليه
2001
الشهيد سامر يوسف حسن شواهنه
قلقيليه
2002
الشهيد إسلام صادق إبراهيم شواهنه
نتانيا
2002
الشهيد عبدالباسط محمد عوده
رام الله
2002
الشهيد حسين حسني الاشقر
قلقيليه
2002
الشهيد جمال يوسف داود عرار عوده
نابلس
2004
الشهيد إحسان نعيم حسن شواهنه
____________________________________________________________________________________________
تمهيد:
الشهيد في الشرع: من قتله المشركون أو وجد به أثر أو قتله المسلمون ظلماً ولم يجب قتله، فيصلى عليه ولا يغسل (جمال سليم، أحكام الشهيد في الاسلام).
لماذا سمي الشهيد بهذا الاسم؟
اختلف العلماء في سبب تسمية الشهيد بهذا الاسم الى عدة أقوال وهي على النحو التالي:
1. لأنه مشهود له بالجنة.
2. لأنه حي عند ربه حاضر شاهد.
3. لأن الملائكة تشهد موته.
4. لسقوطه على الأرض والأرض شاهدة.
5. لشهادته على نفسه.
6. لأن الدم يشهد عليه.
7. لأنه شهد له بالايمان.
8. لأنه يشهد (أبو علي بن علي، المختصر المفيد في المريض وأحكام الشهيد).
من هو الشهيد؟ وما حكم الشرع؟
اختلف أهل الشرع من فقهاء وأصحاب مذاهب في تحديده، ويشمل "قتيل المعترك" ومن قتل في معركة مع الكفار والمشركين وبه أثر، ومنها: من قتله كافر أو أصابه مسلم بالخطأ أو عاد اليه سلاحه أو تردى في بئر أووهدة، أو دفنه والمسموم فمات، أو قتله مسلم باغ استعان به، على أهل الحرب، أو قتله الكفار وانكشفت الحرب عنه ولم يعلم سبب قتله، وإن لم يكن عليه أثر دم.
والشهادة سبع سوى القتل: المقتول في سبيل الله والمطعون شهيد وصاحب الحرق شهيد والذي يموت تحت الهدم شهيد والمراة تموت بجمع شهيدة.
ويضيف الشهيد المجاهد القائد جمال سليم الداموني في بحثه "ويلحق بالحريق: كل مسلم تفجرت به قنبلة أو عبوة ناسفة وهو يعدها أو قتل بلغم أرضي أو بأية مادة تنفجر أو محرقة أو إحترقت به سيارته أو طائرته...فهو شهيد"
وعن سعيد بن زيد رضي الله عنه، قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد"
الشهيد في اللغة: جاء الاشتقاق من كلمة شهيد، حضر وأعلم، وقوم شهود، حضور، والشهيد المقتول في سبيل الله، مثل قتيل، ومقتول أي إسم مفعول، والجمع شهداء، والشهيد الحي.
وهناك من له أجر قريب من الشهادة: كالذي تأكله السباع، ومن يتردى من رؤوس الجبال والعمارات الشاهقة أو من وقصته دابة أو خرّ عنها ومن لدغته هامة والمتمسك بالسنة، والتاجر الأمين الصدوق، والغريق والمرأة الحامل، المؤذن المحتسب، الذي يقرأ سورة، وقالوا: المقتول ظلماً كمن قتله لص أو أريد منه الكفر فقتل دونه أو أريد على نفسه أو ماله أو حرمته فقاتل دون ذلك فقتل، ولأنهم مقتولون بغير حق اشبهوا قتلى الكفار.
ذكر الشهيد والذي يقتل في سبيل الله في العديد من آيات القرآن الكريم، ومنها في سورة التوبة: "إن الله إشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التورآة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به، وذلك هو الفوز العظيم".
وتعد النية والإرادة والقصد والهدف والطلب والايمان بالاسلام ودينه من الأمور المنوطة والمهمة للشهادة، والشهادة درجات عند الله وأعظمها الدفاع عن الإسلام ورسالته، وما دون ذلك فهي أقل درجة وضروبها تناهز الثلاثين كما يعلق عليها السيوطي: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله" متفق عليه.
شهيدات الحرب الكونية الأولى
اشتعلت الحرب الكونية الأولى بين الأتراك وحلفائهم الألمان من جهة والفرنسيين والبريطانيين من جهة أخرى، وفي منطقة كانت مسرحاً لعمليات الجيش التركي الثامن الذي رابط في منطقة نابلس، واستعداداً للحرب وتسييراً للجيوش وآلاتها الحربية العسكرية إتجهت أنظار الألمان وحلفاء الأتراك إلى حفر آبار إرتوازية في وادي قانا وكان منها ثلاثة آبار أحدها جنوب كفر ثلث والثاني قرب بيت أمين والثالث قرب خربة خريش، وبسبب ندرة الماء وشح مصادره، فقد إنصرفت نساء خربة خريش والزاقور والغزالات ورأس طيرة وقرية كفرثلث لهذه الآبار كي تستعمل الماء في بيوتها.
وفي صبيحة يوم من الأيام توجهت بعض نساء القرية وغالبيتهن من خربة خريش –إحدى الخرب التابعة لكفرثلث – ويقدر عددهن بتسعة نسوة لملء جرارهن بالماء، وكانت طائرات الإنجليز تحوم في سماء المنطقة بالقرب منهن، وواصلن مسيرهن وهن لا يعين خطرها فأسقطت الطائرة قذيفة عليهن فأوقعت فيهن عدد من الشهيدات سرّع عدم توفر الطب في استشهادهن وهن:
1. حِسن صالح حسين عرار عودة
2. حسنة محمود عـــرار عودة
3. رافقة الحاج عيسى عرار عودة
4. مُرارة عبد الله حسن سلمان
5. عائشة عبد الرحيم جابر
وجُرحت كل من: آمنة محمد موسى عرار العودة وحمدة شاليـــق، وقد عانت الجريحات من آثار جراحهن حتى ساعة وفاتهن. كما أنه تعرضت مجموعة نساء من قرية سنيريا إلى حادث آخر في قرية كفر ثلث.
شهداء ومغدورون في ثورة 1936 - 1939م
ها هي الثورة تشتعل في مثلث الرعب بين نابلس وجنين وطولكرم، وينخرط في معمعان نضالها الفلاحون الفلسطينيون، الذين بعث فيهم إستشهاد عزالدين القسام روح الجهاد والكفاح وخرجوا عن أسلوب وطريقة الأحزاب في النضال السياسي الشعبي العلني، وإتخذ هؤلاء من الكهوف والمغارات مأوى لهم وإبتعدوا عن التجول الدائم في السهل الساحلي الفلسطيني واتخذوا من الجبال ساحات للمعارك، وفي قلب مثلث الرعب كانت كفرثلث وأراضيها تقدم الدعم لعشرات الشباب من "فصيل الموت" بقيادة فارس العزوني، وها هو شاب اتهم بقضية جنائية وفر من سجنه في عكا، وتخطى الأسلاك الشائكة وتحصينات السجن وتحامل على نفسه بأن نزل قابضاً بيديه على الأسلاك الشائكة، وتحمل الـدم النـازف من يديه وتوجه إلى قائد الثورة العام يومئذٍ (عارف عبد الرازق) وسأله الانضمام إلى الثورة، فوافق على طلبه شريطة أن يلتزم بآداب الثورة وأخلاقياتها ويتفق وعدداً من القادة على مهاجمة دورية إنجليزية كانت تمر قرب رأس العين عند سكة حديد رأس العين – يافا.
وهناك حدثت عملية جريئة قام بها الثوار ومنهم حمد زواتا، حافظ ومحفوظ، فارس العزوني وآخرون، وكانت الجرأة إلى الحد الذي قيل فيه أن حافظ ومحفوظ (كفر الديك) قفزوا إلى الدبابة وقتلوا من فيها، وكان حصيلتها قتل (17) جندياً بريطانياً وجرح أحد قادة الفصائل "فارس العزوني"، نُقل فارس إلى قرية خريش ثم قرية سلمان ومنها إلى مغارة "أبو فاره" من أراضي كفر ثلث وتم إحضار طبيب خاص كان يعالج الثوار الطبيب المناضل "رفعت عودة" من قرية بديا.
وعاد الثائر إلى نضاله وهو أقوى شكيمة وعزماً لا يلين، وإزداد عدد المنضوين تحت لوائه، وقد ضموا "الفزيعة" والمجندين وبشكل يومي ومنهم فلسطينيون، دروز، سوريون، سعوديون، ويمنيون.
الشهيد "عبدالله قصاص غرابه":
ولما كانت أراضي قرية كفرثلث وخربها صعبة المسالك وكانت الطرق المعبدة غير ميسرة أو أنها مفقود أصلاً، حتى أن طريق نابلس- قلقيلية كانت عبارة عن طريق ترابي إتخذ الثوار منها ملجأ وملاذاً يحتمون به، بعد قيامهم بعملياتاتهم على الطرق المعبدة والسكك الحديدية التي يمر بها الإنجليز، وأيقن الاحتلال البريطاني أن كفرثلث صارت ملجأ وملاذاً أمناً، وأن هؤلاء يلاقون الترحاب والكرم وشتى صنوف الدعم قرية كفرثلث، لذا قام الإنجليز بفرض منع التجول الذي بلغ (8) مرات وفي الثامن من آذار عام 1937م قامت طائرة بريطانية بإلقاء منشورات في سماء قرية كفرثلث، وقد أوصت بعدم خروج أبناء القرية من قريتهم، في حين قدم ضابط بريطاني يُدعى "نيوتن" حيث جمع أهالي القرية رجالاً ونساءً في جامع القرية، وسرعان ما ظهرت الطائرات الإنجليزية في سماء المنطقة، وقذفت بالمنشورات التي هددت وتوعدت كل من يساند الثورة أو يخرج من الطوق المحكم على القرية، وفي هذه الأثناء كان أحد شباب القرية ويُدعى "عبد الله قصاص"* متوجهاً إلى مدينة يافا لإحضار ملابس الكسوة لعروسه، ويظهر أنه لم يعر إنتباهاً لما يحدث أو لم يكن يعلم بما يجرى، وهنا صارت الطائرة تحوم عليه وألقت عليه قذيفة أدت إلى استشهاده "عبد الله قصاص غرابه" وفي هذه الأثناء كان شاب آخر من القرية يدعى "أحمد حامد شواهنة" يمر قريباً من مدخل القرية الغربي فقامت الطائرة بإلقاء قذيفة عليه أدت إلى إصابته وحرق شجر الزيتون الذي إحتمى به.
وجرح "أحمد حامد شواهنة" في فخذه وزحف إلى الوادي وإستلقى بين النباتات الشائكة الكثيفة فيه، فظن الإنجليز أنه قضى حيث حلقت الطائرة على إرتفاع منخفض للتأكد، وفي هذه الأثناء كان أحد أفراد القرية يشاهد ما يجري من مغارة مطلة قريبة عاجزاً عن فعل أي شيء، وبعد مغادرة الطائرة أبلغ أهل القرية بما حصل فاصطحبه الإنجليز وبعض الأهالي يحملون سلماً حملوا عليه الشاب "أحمد حامد" ووضعوه في أحد بيوت القرية، وأحضروا الحطب وأخذوا بإشعال النار بكثافة حتى الفجر والجريح يتصبب عرقاً حتى أفاق وتم نقله للمعالجة وقد ظل يعاني من آثار الشلل والجرح إلى يوم وفاته في عام 1977م.
كما كانت إحدى فتيات القرية "فاطمة عبد الوهاب حامد عودة" ترعى الغنم فألقت الطائرة عليها المنشورات – علماً بأن غالبية المواطنين كانوا أميين – ثم أطلقت الطائرة عليها وأصابتها بجراح ظلت تعاني منها حتى وفاتها عام 1994م.
وفيما كان عدد من شباب قرية كفرثلث وقرى عديدة مجاورة يتوجهون للعمل في المستعمرات الصهيونية أو ينقلون بعض السلع التجارية إلى مدينة يافا العربية ليتم إرسالها إلى المستوطنات الإسرائيلية وقد عملوا كوسطاء تجاريين صغار لنقل وبيع هذه السلع ومنها الحليب، والجبن، والبيض، والشيد، والفحم، والسماد الطبيعي، حيث كان يتم ذلك بهدف الحصول على لقمة العيش وعلى القرش الذي عز وجوده بسبب ضعف تسويق إنتاج القرية العربية عبر الموانئ البحرية، ولأن القرية وتربية الثروة الحيوانية عانت من الضرائب الإنجليزية وجد بعضهم أن أسهل الطرق هي التجارة مع المستوطنات الصهيوينة وكان غالبية التجار والوسطاء التجاريون من المدن والقرى القريبة من السهل الساحلي الفلسطيني، وكان من بينهم من يذهب لبيع هذه السلع وهم "الشيخ أحمد محمود عرار" و"مسعود موسى مصطفى عيسى" واعتاد هؤلاء وضع البيض في صناديق خشبية وبها بعض التبن حتى لا يتكسر، وعلى ظهر الحمير يذهبون لبيعها في "مجدين" و "رعنانا" و "ملبس" وأحياناً يتوجهون لمدينة يافا العربية.
وذات يوم من صيف عام 1937م وفي جو شديد الحرارة والقيض توجه ثلاثتهم "أحمد محمود، مسعود عيسى، ومحمود القن" حاملين البيض لبيعه في سوق ملبس أو في مدينة يافا، وفي أجواء ثورية حارة ملتهبة حيث كانت الثورة الشعبية الفلسطينية في أوجها لم يجد أعضاء عصابة "شتيرن" و"الأرغون" غير عمل كمين للعرب شرق مستعمرة ملبس في موقع الكسارات وقتل العشرات من العرب المارين من هذا المكان وكان من بينهم "الشيخ أحمد محمود عرار" و"مسعود عيسى" ونجا من الموت بأعجوبة شخص يدعى "محمود القن" من قرية كفر برا، حيث نقل الشيخ أحمد إلى قرية خريش ولا زال قبره فيها، في حين نقل مسعود عيسى إلى مقبرة كفرثلث، وعم الحزن وخيمت أجواؤه على كفرثلث وخربها لخسارة هذين الشابين.
* جدير بالذكر أن "يوسف البداوي" من قرية بديا استشهد في كفرثلث بعد إشتباك بين فصيل فارس العزوني والبريطانيين في منطقة الخراب من أرض كفرثلث ونقل الشهيد على جمل إلى بديا.
الشهيد "إبراهيم حمدان عرار عوده ":
الأوضاع تنذر بالشؤم، قرار التقسيم خرج إلى الوجود في 29-11-1947م، والعرب غاضبون وجامعة الدول العربية هددت وأنذرت وتوعدت، والإنتداب البريطاني يعدّ العدة لإنسحاب قواته المرابطة في فلسطين وجاءت قرارات الجامعة بإرسال سبعة جيوش عربية إلى فلسطين، كان من بينها الجيش العراقي إذ جرت قبيل مجيء الجيش العراقي مناوشات بين الفلسطينيين واليهود، وكان المقاتلون من شعبنا أعداداً من "الفزيعة" غير المدربين أو بعض الذين رافقوا جيش الإنقاذ بقيادة "فوزي القاوقجي"، وقد خاض هذا الجيش عدة مناوشات في مواقع عديدة، كان منها معارك بيار عدس في كانون الثاني وشباط عام 1948م ومع اشتداد الهجمات اليهودية وعجز جيش الإنقاذ جاءت الجيوش العربية إلى فلسطين، واستبشر الناس خيراً لقدوم الجيش العراقي، وبينما أخذ الجيش العراقي المرابط في صوفين في قلقيلية وفي رأس عامر في الطيبة وقرب جنين وكفر قاسم، راحت العصابات اليهودية تحرق محاصيل القمح والذرة البيضاء في سهل "سارونه"، ففي غرب جلجولية وكفربرا وكفرقاسم إشتعلت هذه المحاصيل بألسنة النار وحممها الملتهبة ولم يبق من المحصول في صيف 1948م سوى سنابل القمح وعرانيس الذرة المتفحمة.
وفي أجواء اقتصادية بائسة وتعويضاً لعوض عن ضائع –كما يقول المثل الشعبي الفلسطيني- توجه شباب خربة خريش وكفرثلث غرباً إلى السهل الساحلي لإلتقاط عرانيس ذرة، فما كان من أحد اليهود إلا أن أطلق النار على عدد من الشبان الذي إخترقت عدة رصاصات صدر "إبراهيم حمدان عرار" فصرخ منادياً: يا إبن عمي قتلت، فحمله "عثمان عبد الهادي عرار" وبدأ يجره إلى ثلم عميق حتى يتوارى عن أنظار اليهود الذين صاروا يطلقون رصاصتهم إلى الجنوب في هذه المرة.
وتناهى الخبر إلى أهالي خريش وكفرثلث فهبوا جميعاً لرؤية مصابهم الذي حمل إلى خريش ومنها إلى نابلس، ولكن المنية عاجلته قرب قرية "عنبتا" حيث قتل إبراهيم وكان عريساً واستشار ابن عمه "محمد الحاج موسى عرار" ليتزوجا في يوم واحد، وليجتمع الأهل والأحباب لكن يد القدر امتدت إليه ... وتجمع أبناء كفرثلث وخريش للحراسات والنضال المشترك برفقة العراقيين على سكة الحديد غرب جلجولية.
ولم يكن "محمد خروب" الشخص الوحيد الذي يقتل بتهمة التسلل بل إن السلطات الإسرائيلية قامت بقتل متسللين آخرين من قرى قريبة منهم: يوسف أحمد عتريس، وقدورة عبد القادر أبو شقير من قرية حبله، و أحمد حسن إسماعيل الأعرج من خربة مغارة الضبعة، و داود عمر داود هدشة من خربة وادي الرشا، و عبد الكريم أبو الندى من قراوة بني حسان، الذي جاء إلى أهله في قرية كفربرا، وقتل آخرون من قرية سنيريا قرب خريش بعد رجوعهم، وجرح آخرون في حوادث مختلفة ومنهم محمود الصيفي من كفرثلث.
وأسهم أبناء خريش كباقي خرب وعزب كفرثلث في النضال الوطني والقومي والإسلامي وفي فعاليات الانتفاضة ومنهم الشهيد "جمال محمد موسى عيسى عبد السلام عودة" الذي استشهد في أحداث مخيم طولكرم في 14-8-1988م، وأستشهدت "كوكب حمد الله عرار" في مظاهرة حدثت بقرية جلجولية في 17-3-1990م، حيث إستنشقت الغاز المسيل للدموع ولقد بلغت السبعة عشر ربيعا من عمرها. ولا ننسى الاستشهادي عبدالباسط عودة الذي قام بعملية استشهادية كبيرة في الإنتفاضة الثانية.
شهداء حرب حزيران 1967م
الشهيد "حسن محمد حامد عمر عوده":
شاب يتيم مولع بالسلاح منذ نعومة أظفاره ... قناص ماهر ... قاده ولعه بالسلاح إلى الانضمام إلى الجيش الأردني ... ثم إلى حرب حزيران والرباط في بلد الرباط "القدس" فالشهادة.
ولد الشهيد "حسن محمد حامد عودة" في عام 1926م فقد والده في عام 1939م، وصار الطفل يتيماً تعهدته والدته بالرعاية ومعه خمس أخوات، عملت والدته بكل جد وحزم وإقتدار عالٍ على رعاية الأسرة وقد اتكأ عليها بعض الشيء وكانت الأم والأب.
نشأ "أبو حامد" مولعاً بالسلاح والعتاد يهوى الصيد، ويفتخر بسلاحه وإكتسب موهبة عظيمة في القنص شهد له فيها القاصي والداني، وصار الشاب يتحسس طريقه لشراء السلاح، ثم اشترى بارودة وعتاداً من قرية قوليه، وكان ثمن بارودته الكندية ثمانين ديناراً .
ومع إشتعال الحرب بين العرب واليهود عام 1948م توجه الشاب "حسن" للقتال برفقة الجيش العراقي مع مجموعة من المناضلين الفلسطينيين من كفرثلث، قلقيلية، جلجولية، كفر قاسم، وغيرها من القرى وكان رباطه قرب بيارة الببان جنوب قلقيلية.
بعد حرب 1948م إنقطع حسن عمر عن أقاربه في قرية خريش الذين تعهدوه بالرعاية وساعدوه في الملمات، وتوجه للعمل كمزارع في الأرض، قام برعي بعض ما تبقى من ماشيته تساعده أخواته وأولاده... لكن الحياة الوادعة لم ترق في عينيه فقرر عام 1957م الالتحاق بالقوات المسلحة الأردنية، وتولدت الرغبة القوية لديه لتألمه من وجود اليهود في فلسطين وانطلاقاً من الشعار "إن العسكرية والجيش هما مصنع الرجال".
عمل في معسكر خو الأردني وكان رقمه في الجيش (71225) ثم في السلك السياسي للإستخبارات العسكرية، وبرز دوره في الجيش كواحد من القناصة المتميزين، وحصل على عدة أوسمة وميداليات في المسابقات العسكرية في الرماية على جميع الأسلحة من مسدس ولغاية رشاش 500.
انتظم في كتيبة الملك حسين الثانية السرية الأولى (ك2/س1) والتي تتبع لواء الأمير طلال، ومما يشار إليه أنه شارك بمسابقة لقناصة القيادة الغربية -المرابطة غربي النهر ومقرها بيتين رام الله- وفاز بها شهيدنا "حسن حامد" وتكررت مسابقة أخرى للتصفية بين قيادة الضفتين ففاز فيها ثانية.
شهيد معركة القدس
رائحة الطوارئ العسكرية، الإعلام العربي في هدير ومدرسة أحمد أسعد الإعلامية تزمجر وتهدد وتتوعد "سيأكل سمك القرش اليهود" قدم أبو حامد إلى قريته كفرثلث يوم 23-5-1967م ليودع أولاده وزوجته وليقول لهم: "سأعود بعد أسبوع أو أسبوعين من الآن "نيال من دمه على كفه ... إننا لا ننتظر اللحم المجفف أو علب السردين أو أن نتلقى راتب آخر الشهر ونحن معرضون للموت في كل لحظة ولهذه اللحظات خلقت الرجال"."
عن إستشهاده في معركة القدس – حيث كان يرابط على رأس العامود في القدس على الخط الفاصل بين العرب واليهود – كتب معن أبو نوار في كتابه "في سبيل القدس".
"وفي الساعة 12:00 إتصل الرئيس حمود أبو قاعود بقيادة الكتيبة وأبلغها باستشهاد أول جندي من كتيبة الحسين الثانية في معركة القدس، الشهيد الجندي "حسن محمد حامد" وهو يرمي على مدفع 106 ويدك الإسمنت المسلح المقابل لدار المغربي."
وكان جندي الإسعاف الأول فريد محمد محمود ليس في شوق للقيام بواجبه وفي الساعة 12:00 رن جرس الهاتف في غرفة جمع الخسائر وطلب المتحدث إسعاف بعض الجرحى في دار الخطيب التي تحتلها فئة من السرية الأولى وحالاً انطلق فريد بسيارة "لاندروفر" إلى دار الخطيب، ولما إقترب من موقع المعركة سمع أزيز الرصاص يمر قريباً من السيارة، ولم يتردد السائق وبقي يتابع سيره وقال "أي هو حدا داري إنه هذي سيارة إسعاف"
ووصلت السيارة بقدرة قادر إلى دار الخطيب، ونزل فريد والسائق موسى حسن وحملا النقالة وأسرعا إلى داخل الدار ، وكان الملازم ناصر الدين الخطيب يدافع عن دار الخطيب ويُصدر أوامره إلى الجنود وهو يعبئ مخزن رشاشه الذي فرغ من العتاد وسأله فريد عن الجرحى وأشار إليهم وقال: "هيهم بدارنا عشت أخوي".
وذهب فريد والسائق موسى إلى الخنادق المجاورة فوجدا الشهيد "حسن حامد" وتأكد فريد من إستشهاده وقبل أن يتركه لإسعاف الجرحى الآخرين قال :"رحمة الله عليك يا بطل".""
ومما يشار إليه أن التلفاز الأردني خصص حلقات ثلاث لشهيدنا "حسن حامد" في برنامج أذاعه في بداية السبعينات عن شهداء القدس المميزين ومناقبهم.
رحم الله حسن حامد الذي كان قراره النصر أو الشهادة، ولم يهرب أو يفر أو يتقهقر من المعركة بل كبد العدو خسائر فادحة وقتل منهم الكثير.
الشهيد "غازي أحمد حسن عرار عوده ":
ولد شهيدنا غازي "أبو رياض" في قرية كفرثلث عام 1944م لأسرة فقيرة عمل والده في تربية الدواب وفلاحة الأرض وتميز بنشاطه واجتهاده وكدحه وعندما كان غازي إبن ثلاثة عشر ربيعاً توفي والده وكان ذلك في عام 1957م، وتولى أخوه حسني الأكبر منه سناً رعايته وتربيته على حب الوطن وزرع الأخ الأكبر في نفس الأخ الأصغر أبعاد القضية الفلسطينية فعاش الأخوان على حلم تحرير فلسطين ووضعوا نصب أعينهم أن يفوزا بإحدى الحسنيين فإما الشهادة أو النصر وقد استجاب الله سبحانه وتعالى لأمنيتهم وفازا بالأولى وسبق الأخ الأصغر مربيه وأخاه الأكبر بالشهادة.
إلتحق غازي بصفوف الحرس الوطني الأردني عام 1961م أسوة بأخيه حسني الذي التحق قبله بسنوات، وكان حسني "أبو أحمد" في حينه يحمل رتبة عسكرية هي الأعلى بين أهل قريته، وبعد ذلك بأربع سنوات أحيل غازي لقوات الاحتياط بناء على طلبه لظروف أسرية قاهرة، حصل غازي بعد ذلك على رخصة سياقة عمومية من مدينة نابلس ونجح في الاختبار الأول نظراً لإبداعه وتفوقه ورغبته في مجال السياقة وقد عمل بعد ذلك سائقاً على الجرارات الزراعية إضافة إلى عمله في زراعة وفلاحة الأرض.
تزوج غازي في عام 1963م من إبنة عمه ورزق ببنت عام 1965م حيث إستشهد وزوجته حاملاً بالمولود الثاني وبعد إستشهاده بثلاثة أشهر أنجبت ولداً أسمته "رياض"، لقد كافحت زوجة غازي إبنة الثمانية عشر ربيعاً عند إستشهاد زوجها وتكفلت بتربية أولادها وتعهدتهما برعايتها، حيث كبرت البنت وأنهت الدرجة الجامعة الأولى في الشريعة الإسلامية من الجامعة الأردنية وهي تعمل الآن مدرسة، وتزوجت وعندها من الأطفال أربعة ثم كبر الابن وأنهى درجة الماجستير في الإتصالات والإلكترونيات من الجامعات الأردنية ويعمل مهندساً وهو متزوج وعنده من الأطفال أربعة.
في الأول من حزيران عام 1967م تم إستدعاء جنود الإحتياط والنظاميين وقطعت الإجازات، فكانت الفرصة التي طالما إنتظرها شهيدنا حيث إلتحق بالجيش الأردني لتحرير بيت المقدس وكان رقمه (106806) تسلم دبابة، ومنذ ذلك التاريخ لم يعرف مصيره، وقد سرت أقوال وشائعات أن غازي فقد في ساحة الحرب وهكذا أبلغت القيادة العامة أهله وذويه، ورغم أنهم لم يدّخروا جهداً في البحث الدؤوب عن مصيره، وفي عام 1968م وقعت معركة الكرامة بين جيش العدو من جهة وقوات الثورة الفلسطينية والجيش الأردني من جهة أخرى وفيها مني جيش العدو بهزيمة نكراء، قد أزالت هذه المعركة بعض ما خلفته هزيمة عام 1967م وقد تم الاتفاق في حينه بأن يجرى تبادل للأسرى بين العدو من جهة ومنظمة التحرير الفلسطينية والأردن من جهة أخرى بحيث تعاد للعدو جثث قتلاه الذين قتلوا في ساحة المعركة مقابل أن يحرر العدو (65) أسيراً كان من بينهم اسم غازي (أبو رياض) ولكن هذه المبادلة لم تتم لنكوص العدو عن الوفاء بتعهداته، وبعد ذلك توجهت أسرته إلى الصليب الأحمر للإستفسار وطلب البحث ومن ثم توجهوا للسجون الإسرائيلية ولكن جميع المحاولات باءت بالفشل ولا زال مصيره مجهولاً رغم إنتشار عدة روايات بعضها أشار إلى إستشهاده في معركة حامية وقعت قرب فصايل وأخرى ذكرت أنه قاد دبابة في معركة حامية جرت في وادي التفاح.
الشهيد "محمد أحمد عبد الرحمن داغر":
ولد شهيدنا عام 1943م في قرية كفرثلث، تلقى تعليمه الإبتدائي في قريته والإعدادي في قرية عزون والثانوي في قلقيلية، لسوء الحالة المادية لم يلتحق بمعهد أو جامعة آنذاك، فالتحق بالجيش الأردني مدة ستة أشهر ثم سرّح من الجيش برتبة عريف، إستغل جهده بزراعة أرضه مع والده وأخيه وفي شهر أيار عام 1967م إستدعي للخدمة العسكرية وكان يعمل آنذاك محاسباً في الجمعية الزراعية التعاونية في قلقيلية وكان ذلك قبل حرب حزيران بقليل دون أن يرى أهله وطفليه وزوجته، فإلتحق حالاً بالمعسكر الأردني في رام الله "بيت إيل" حسب ما ذكره أحد جنود القرية الذي أجيز قبل الحرب ببضعة أيام وطمأن أهله عنه.
وبعد الحرب عاد الجنود إلى بيوتهم ولم يعرف الأهل عن إبنهم محمد "أبو سعيد" شيئاً، ترددت شائعات آنذاك أنه استشهد في "عين السلطان" وروى آخرون أنه استشهد في "وادي شعيب"، وآخرون أنه إستشهد في "المخروق" غرب جسر داميه، قام أهله بالاتصال بالقيادة العامة في العبدلي بوساطة شقيقه الأكبر حيث كان جندياً في سلاح الجو الملكي الذي أعلمهم أنه قرأ إسمه في قائمة الشهداء في القيادة العامة، أما أهله في فلسطين فقد إتصلوا بالصليب الأحمر والحاكم العسكري الإسرائيلي ووزارة الدفاع دون أن يحصلوا على رد أو جواب.
إستشهد "أبو سعيد" وله طفل عمره ستة أشهر يعمل اليوم مدرساًً وطفلة عمرها ثلاث سنوات هي اليوم هي أم لسبعة أطفال، وزوجة لا تزال على قيد الحياة أرملة تعاني مرارة العيش، وصدق الشاعر حين قال:
بلاد مات فتيتها لتحيا وزالوا دون قومهم ليبقوا
شهداء العمل الفدائي والثورة الفلسطينية
الشهيد "عبد اللطيف يوسف أبو هنيه":
مكان وتاريخ الولادة: كفرثلث عام 1940م.
الحالة الاجتماعية: لم يتزوج.
الهوية التنظيمية: التحق بصفوف حركة فتح عام 1967م.
الاسم الحركي: يوسف صالح
عمل شهيدنا في الخلايا السرية لحركة فتح في مجموعات "عثمان بن عفان" في الضفة الغربية في أوائل عام 1967م وبعد أن كشفت السلطات أمره وقامت باعتقال والدته وأخويه يوسف وأحمد خرج إلى الأردن في أوائل عام 1968م، وهناك عمل في المجموعات العسكرية التابعة لحركة فتح وبقي في الأردن لغاية شهر تشرين الأول عام 1969م وبعدها تم نقله إلى لبنان قطاع العرقوب وعمل هناك في وحدات الصواريخ وبقي يعمل فيها حتى عام 1971م حيث خرج في دورية اشتبكت مع قوة إسرائيلية في الجليل الأعلى، واستشهد على أثرها، وبقيت جثته في مكان المعركة، ولم يعرف إلى أين اتجهوا بها.
الشهيد "حسني أحمد حسن عرار عوده ":
أحب العسكرية عمل في صفوف الجيش الأردني ، ترك الجيش الأردني في لحظة التصادم مع م.ت.ف التحق بصفوف الثورة الفلسطينية برفقة الشهيد "سعد صايل" ... إستشهد أثناء تأدية واجبه العسكري.
ولد شهيدنا في كفر ثلث عام 1936م نشأ في أسرة فقيرة الحال، تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة القرية، إلتحق بصفوف الحرس الوطني الأردني عام 1959م وهو جيش غير نظامي برتبة عريف عام 1965م وبعد حل الحرس الوطني إنتظم في صفوف الجيش الأردني حتى أحداث أيلول 1970م حيث التحق بقوات (م.ت.ف.) واختار حركة فتح لينضم إلى صفوفها وصار قائداً في الكتيبة الثانية، وعمل في مدرسة تدريب الضباط في حرستا، حصل على دورة ضباط من الجماهيرية العربية الليبية، وكان الشهيد حسني برتبة ملازم، بعد أن قام بتدريب عدد من الشباب الفلسطيني في القاعدة العسكرية، أمر الأفراد المتدربين بجمع القذائف العمياء التي لم تنفجر، وقد أخطأ أحدهم عمله فتفجرت واحدة من القذائف في الملازم حسني وإستشهد على أثرها:
منظمة التحرير الفلسطينية
مكتب دمشق / الجمهورية العربية السورية
إلى من يهمه الأمر
استناداً إلى الشهادة الصادرة عن مؤسسة الشؤون الاجتماعية ورعاية أسر الشهداء والأسرى في حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح بتاريخ 21-7-1973م.
يفيد مكتب م.ت.ف. بدمشق أن المرحوم "حسني أحمد حسن" كان قد إستشهد بتاريخ 28-6-1973م أثناء قيامه بتأدية واجبه وبناءً على الطلب أعطيت هذه الشهادة.
مات الشهيد وقد ترك ورائه زوجته وثلاثة من الأبناء واثنتان من البنات وقد أنهى جميع الأبناء والبنات دراستهم العليا على نفقة الثورة الفلسطينية وترك سيرة عطرة يحكى عنها.
الشهيد "أسعد سعاده عيسى عوده":
ولد شهيدنا في كفر ثلث، عُرف كشاب خفيف الظل فطيناً سريع البديهة والخاطر ويحب الأطفال، بعد عام 1967م توجه إلى الأردن وسوريا ولبنان، إذ انخرط في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تلقى تعليمه في مدرسة القرية ثم في مدرسة عزون، قام أثناء انخراطه في صفوف الجبهة الشعبية بالعديد من العمليات العسكرية، قاتل في صفوف المنظمة ضد الكتائب اللبنانية وفي معارك تل الزعتر حوصر مع عدد من مقاتلي الجبهة الشعبية إذ توجهت لهم قوات الكتائب بمكبرات الصوت وطلبت منهم تسليم أنفسهم لكنه طوق نفسه بحزام ناسف وأوهمهم بأنه يرغب بتسليم نفسه، وما أن اقتربوا من سلم البناية حتى قذف نفسه بين جموعهم واستشهد، فقامت الجبهة الشعبية بالتعبير عن خسارتها للقائد "أسعد" وكانت ولا زالت تفتخر بأنه أحد مقاتليها الأشداء، يذكر أن الشهيد وعناصر أخرى من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين شنوا هجوماً بالأسلحة على قوة من حزب الكتائب كانت تطلق قذائف الدوشكا، فاستشهد أسعد في طريقه لاقتحام موقعهم .
وبغض النظر عن تفاصيل استشهاده فإنها تعكس جرأته وروحه الوطنية العالية، واستعداده (التضحوي)، وفي يوم استشهاده في صيف عام 1976م جرت له جنازة مهيبة سارت فيها جموع كبيرة من رجال الثورة الفلسطينية وأطلقت فيها الأعيرة النارية تحية للشهيد البطل بقي أن نشير إلى أن للشهيد إبناً يدعي أيسم استشهد هو الآخر في معارك لبنان بينما كان القتال يحتد بين المقاومة الفلسطينية ورجالات الحركة الوطنية اللبنانية ورجالات حزب الكتائب إذ كان في الثامنة من عمره حيث كان يعبث بلغم انفجر فيه رحم الله شهيدينا وأسكنهم فسيح جناته.
الشهيد "(محمد سعيد) محمود عبدالله أبو خالد عوده" - أبو الناطق:
ولد الشهيد "محمد سعيد" في كفرثلث عام 1950م تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدرسة ذكور كفر ثلث الأساسية وأكمل تعليمه الثانوي في سوريا وكان ترتيبه الأول على دفعته.
خرج عام 1967م ومعه بعض أقاربه منهم بكر محمد يوسف وابنه غالب الى الأردن، واختار الإلتحاق بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1968م ولبضعة أشهر ثم التحق بمنظمة طلائع حرب التحرير الشعبية قوات الصاعقة وكان إسمه الحركي "مهند" وقامت هذه المنظمة بإرساله في دورات عسكرية إلى عدة دول اشتراكية منها "الإتحاد السوفييتي" وهناك تلقى تدريباً على هندسة المتفجرات وحصل على المرتبة الأولى بين أقرانه، ورجع إلى لبنان وتم تكليفه بالمسؤولية عن مكتب بيروت لتنظيم الصاعقة وصار ضابطاً فيها.
عرف "محمد سعيد" بوصفه خطيباً مفوهاً وقد هاجم الفساد في بعض الأنظمة العربية والمنظمات الفلسطينية، مما ولّد له العداوة والبغضاء.
يقال أن "محمد سعيد" تصدى لاقتحام صيدا حيث كان قائد كمين ويذكر أنه كان ممن أيّدوا التدخل السوري في لبنان عام 1975م.
وفي عام 1977م جرى مخطط لتصفية محمد سعيد "أبو نائل"، حيث كان لديه إحساس كبير بأن هناك جهات عديدة من الأعداء تريد تصفيته، وكان يقول لإبنه الصغير: "إذا قتلت فعليك أن تثأر لي"، وفي السادس من شباط عام 1977م جاءت مجموعة من المسلحين تبلغ سبعة أشخاص إلى قرية الحنيه في جنوب لبنان، وقامت بتطويق بيته، وإقتادوه أعزلاً خارج القرية وقاموا باغتياله.
الشهيد "سليم سليمان غرابه":
عمل والد الشهيد في صفوف حركة التحرير الوطني الفلسطينية - فتح، وكان مناضلاً شجاعاً حيث تأثر الإبن بالأب فاختار الانضمام إلى صفوف الثورة الفلسطينية والتحق بصفوف الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، رابط في قاعدة عسكرية تقع قبالة الناقورة في جنوب لبنان، حيث استشهد عام 1978م أثناء التصدّي لعملية انزال جوي برفقة مجموعة من الفدائيين في القاعدة العسكرية.
الشهيد "عثمان يونس الأشقر":
من مواليد خربة الأشقر-كفر ثلث ، عمل في الجيش الأردني ، هرب في أيلول إلى الثورة الفلسطينية والتحق بجيش التحرير الوطني الفلسطيني بعد حرب أيلول ، شارك في عدة معارك خاضتها الثورة الفلسطينية وكان مقاتلاً ، استشهد في حزيران عام 1981م في مدينة طرابلس على أيدي حزب الكتائب اللبناني ، وكان يركب سيارة فلسطينية محملة بقذائف (الدوشكة) .
الشهيد "محمد سعيد" أشقر إدريس الأشقر:
2009/01/09
شهداء وشهيدات كفرثلث
التبويب
حول كفرثلث
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق